موقع شبكة الاسلام
101

سورة سُورَةُ القَارِعَةِ

مكية - 11 آيات

تفسير: الجامع لأحكام القرآن

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٱلْقَارِعَةُ ﴿1﴾

التفسير:

تفسير سورة القارعةوهي مكية بإجماع . وهي عشر آياتبسم الله الرحمن الرحيمالقارعةقوله تعالى : القارعة ما القارعة أي القيامة والساعة ; كذا قال عامة المفسرين . وذلك أنها تقرع الخلائق بأهوالها وأفزاعها . وأهل اللغة يقولون : تقول العرب قرعتهم القارعة ، وفقرتهم الفاقرة ; إذا وقع بهم أمر فظيع . قال ابن أحمر :وقارعة من الأيام لولا سبيلهم لزاحت عنك حيناوقال آخر :متى تقرع بمروتكم نسؤكم ولم توقد لنا في القدر ناروقال تعالى : ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة وهي الشديدة من شدائد الدهر .

مَا ٱلْقَارِعَةُ ﴿2﴾

التفسير:

استفهام ; أي أي شيء هي القارعة ؟

وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ ﴿3﴾

التفسير:

وكذا وما أدراك ما القارعة كلمة استفهام على جهة التعظيم والتفخيم لشأنها ، كما قال : الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة على ما تقدم .

يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ ﴿4﴾

التفسير:

قوله تعالى : يوم يكون الناس كالفراش المبثوثيوم منصوب على الظرف ، تقديره : تكون القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث . قال قتادة : الفراش الطير الذي يتساقط في النار والسراج . الواحد فراشة ، وقاله أبو عبيدة . وقال الفراء : إنه الهمج الطائر ، من بعوض وغيره ; ومنه الجراد . ويقال : هو أطيش من فراشة . وقال :طويش من نفر أطياش أطيش من طائرة الفراشوقال آخر :وقد كان أقوام رددت قلوبهم إليهم وكانوا كالفراش من الجهلوفي صحيح مسلم عن جابر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا ، فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها ، وهو يذبهن عنها ، وأنا آخذ بحجزكم عن النار ، وأنتم تفلتون من يدي " . وفي الباب عن أبي هريرة . والمبثوث المتفرق . وقال في موضع آخر : كأنهم جراد منتشر . فأول حالهم كالفراش لا وجه له ، يتحير في كل وجه ، ثم يكونون كالجراد ; لأن لها وجها تقصده . والمبثوث : المتفرق والمنتشر . وإنما ذكر على اللفظ : كقوله تعالى : أعجاز نخل منقعر ولو قال المبثوثة فهو كقوله تعالى : أعجاز نخل خاوية . وقال ابن عباس والفراء : كالفراش المبثوث كغوغاء الجراد ، يركب بعضها بعضا . كذلك الناس ، يجول بعضهم في بعض إذا بعثوا .

وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ ﴿5﴾

التفسير:

قوله تعالى : وتكون الجبال كالعهن المنفوشأي الصوف الذي ينفش باليد ، أي تصير هباء وتزول ; كما قال - جل ثناؤه - في موضع آخر : هباء منبثا وأهل اللغة يقولون : العهن الصوف المصبوغ . وقد مضى في سورة سأل سائل .

فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَٰزِينُهُۥ ﴿6﴾

التفسير:

قد تقدم القول في الميزان في " الأعراف والكهف والأنبياء " .وأن له كفة ولسانا توزن فيه الصحف المكتوب فيها الحسنات والسيئات .ثم قيل : إنه ميزان واحد بيد جبريل يزن أعمال بني آدم , فعبر عنه بلفظ الجمع .وقيل : موازين , كما قال : فلكل حادثة لها ميزان وقد ذكرناه فيما تقدم .وذكرناه أيضا في كتاب " التذكرة " وقيل : إن الموازين الحجج والدلائل , قاله عبد العزيز بن يحيى , واستشهد بقول الشاعر : قد كنت قبل لقائكم ذا مرة عندي لكل مخاصم ميزانه

فَهُوَ فِى عِيشَةٍۢ رَّاضِيَةٍۢ ﴿7﴾

التفسير:

أي عيش مرضي , يرضاه صاحبه .وقيل : " عيشة راضية " أي فاعلة للرضا , وهو اللين والانقياد لأهلها .فالفعل للعيشة لأنها أعطت الرضا من نفسها , وهو اللين والانقياد .فالعيشة كلمة تجمع النعم التي في الجنة , فهي فاعلة للرضا , كالفرش المرفوعة , وارتفاعها مقدار مائة عام , فإذا دنا منها ولي الله اتضعت حتى يستوي عليها , ثم ترتفع كهيئتها , ومثل الشجرة فرعها , كذلك أيضا من الارتفاع , فإذا اشتهى ولي الله ثمرتها تدلت إليه , حتى يتناولها ولي الله قاعدا وقائما , وذلك قوله تعالى : " قطوفها دانية " [ الحاقة : 23 ] .وحيثما مشى أو ينتقل من مكان إلى مكان , جرى معه نهر حيث شاء , علوا وسفلا , وذلك قوله تعالى : " يفجرونها تفجيرا " [ الإنسان : 6 ] .فيروى في الخبر ( إنه يشير بقضيته فيجري من غير أخدود حيث شاء من قصوره وفي مجالسه ) .فهذه الأشياء كلها عيشة قد أعطت الرضا من نفسها , فهي فاعلة للرضا , وهي انذلت وانقادت بذلا وسماحة .

وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَٰزِينُهُۥ ﴿8﴾

التفسير:

قد تقدم القول في الميزان في " الأعراف والكهف والأنبياء " .وأن له كفة ولسانا توزن فيه الصحف المكتوب فيها الحسنات والسيئات .ثم قيل : إنه ميزان واحد بيد جبريل يزن أعمال بني آدم , فعبر عنه بلفظ الجمع .وقيل : موازين , كما قال : فلكل حادثة لها ميزان وقد ذكرناه فيما تقدم .وذكرناه أيضا في كتاب " التذكرة " وقيل : إن الموازين الحجج والدلائل , قاله عبد العزيز بن يحيى , واستشهد بقول الشاعر : قد كنت قبل لقائكم ذا مرة عندي لكل مخاصم ميزانه

فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٌۭ ﴿9﴾

التفسير:

ومعنى فأمه هاوية يعني جهنم . وسماها أما ، لأنه يأوي إليها كما يأوي إلى أمه ، قاله ابن زيد . ومنه قول أمية بن أبي الصلت :فالأرض معقلنا وكانت أمنا فيها مقابرنا وفيها نولدوسميت النار هاوية ; لأنه يهوى فيها مع بعد قعرها . ويروى أن الهاوية اسم الباب الأسفل من النار . وقال قتادة : معنى فأمه هاوية فمصيره إلى النار . عكرمة : لأنه يهوي فيها على أم رأسه . الأخفش : أمه : مستقره ، والمعنى متقارب . وقال الشاعر :يا عمرو لو نالتك أرماحنا كنت كمن تهوي به الهاويةوالهاوية : المهواة . وتقول : هوت أمه ، فهي هاوية ، أي ثاكلة ، قال كعب بن سعد الغنوي :هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا وماذا يؤدي الليل حين يئوبوالمهوى والمهواة : ما بين الجبلين ، ونحو ذلك . وتهاوى القوم في المهواة : إذا سقط بعضهم في إثر بعض .

وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا هِيَهْ ﴿10﴾

التفسير:

وما أدراك ما هيه الأصل ( ما هي ) فدخلت الهاء للسكت . وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وابن محيصن ( ما هي نار ) بغير هاء في الوصل ، ووقفوا بها . وقد مضى في سورة الحاقة بيانه .

نَارٌ حَامِيَةٌۢ ﴿11﴾

التفسير:

نار حامية أي شديدة الحرارة . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم . قالوا : والله إن كانت لكافية يا رسول الله . قال : فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ، كلها مثل حرها .وروي عن أبي بكر - رضي الله عنه - أنه قال : إنما ثقل ميزان من ثقل ميزانه ; لأنه وضع فيه الحق ، وحق لميزان يكون فيه الحق أن يكون ثقيلا . وإنما خف ميزان من خف ميزانه ; لأنه وضع فيه الباطل ، وحق لميزان يكون فيه الباطل أن يكون خفيفا . وفي الخبر عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أن الموتى يسألون الرجل يأتيهم عن رجل مات قبله ، فيقول ذلك مات قبلي ، أما مر بكم ؟ فيقولون لا والله ، فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون ! ذهب به إلى أمه الهاوية ، فبئس الأم ، وبئس المربية " . وقد ذكرناه بكماله في كتاب ( التذكرة ) ، والحمد لله .

مشغل القرآن
لا يوجد سورة محددة

-

00:00 / 00:00
إحصائيات المنتدى
عدد المواضيع في المنتدى 1,384
عدد المشاركات في المنتدى 0
عدد الاعضاء في الموقع 712
آخر عضو مسجل YuVaZPkskz
الأعضاء المتصلون
المجموع: 0 عضو متصل