بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ ﴿1﴾
التفسير:
وسبب نزول هذه الآيات الكريمات، أنه جاء رجل من المؤمنين أعمى يسأل النبي صلى الله عليه ويتعلم منه.وجاءه رجل من الأغنياء، وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية الخلق، فمال صلى الله عليه وسلم [وأصغى] إلى الغني، وصد عن الأعمى الفقير، رجاء لهداية ذلك الغني، وطمعا في تزكيته، فعاتبه الله بهذا العتاب اللطيف، فقال: عَبَسَ [أي:] في وجهه وَتَوَلَّى في بدنه،
أَن جَآءَهُ ٱلْأَعْمَىٰ ﴿2﴾
التفسير:
لأجل مجيء الأعمى له،
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ ﴿3﴾
التفسير:
ثم ذكر الفائدة في الإقبال عليه، فقال: وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ أي: الأعمى يَزَّكَّى أي: يتطهر عن الأخلاق الرذيلة، ويتصف بالأخلاق الجميلة؟
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰٓ ﴿4﴾
التفسير:
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أي: يتذكر ما ينفعه، فيعمل بتلك الذكرى.
أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ ﴿5﴾
التفسير:
وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.فدل هذا على القاعدة المشهورة، أنه: " لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة " وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.
فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ ﴿6﴾
التفسير:
وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.فدل هذا على القاعدة المشهورة، أنه: " لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة " وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.
وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿7﴾
التفسير:
وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.فدل هذا على القاعدة المشهورة، أنه: " لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة " وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.
وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ ﴿8﴾
التفسير:
وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.فدل هذا على القاعدة المشهورة، أنه: " لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة " وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.
وَهُوَ يَخْشَىٰ ﴿9﴾
التفسير:
وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.فدل هذا على القاعدة المشهورة، أنه: " لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة " وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.
فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ﴿10﴾
التفسير:
وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.فدل هذا على القاعدة المشهورة، أنه: " لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة " وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.
كَلَّآ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌۭ ﴿11﴾
التفسير:
يقول تعالى: كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ أي: حقا إن هذه الموعظة تذكرة من الله، يذكر بها عباده، ويبين لهم في كتابه ما يحتاجون إليه، ويبين الرشد من الغي،
فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ ﴿12﴾
التفسير:
فإذا تبين ذلك فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ أي: عمل به، كقوله تعالى: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ
فِى صُحُفٍۢ مُّكَرَّمَةٍۢ ﴿13﴾
التفسير:
ثم ذكر محل هذه التذكرة وعظمها ورفع قدرها، فقال: فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ
مَّرْفُوعَةٍۢ مُّطَهَّرَةٍۭ ﴿14﴾
التفسير:
[ مَرْفُوعَةٍ القدر والرتبة مُطَهَّرَةٌ [من الآفاق و] عن أن تنالها أيدي الشياطين أو يسترقوها
بِأَيْدِى سَفَرَةٍۢ ﴿15﴾
التفسير:
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ وهم الملائكة [الذين هم] السفراء بين الله وبين عباده،
كِرَامٍۭ بَرَرَةٍۢ ﴿16﴾
التفسير:
كِرَامٍ أي: كثيري الخير والبركة، بَرَرَةٍ قلوبهم وأعمالهم.وذلك كله حفظ من الله لكتابه، أن جعل السفراء فيه إلى الرسل الملائكة الكرام الأقوياء الأتقياء، ولم يجعل للشياطين عليه سبيلا، وهذا مما يوجب الإيمان به وتلقيه بالقبول، ولكن مع هذا أبى الإنسان إلا كفورا.
قُتِلَ ٱلْإِنسَٰنُ مَآ أَكْفَرَهُۥ ﴿17﴾
التفسير:
قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ لنعمة الله وما أشد معاندته للحق بعدما تبين، وهو ما هو؟
مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُۥ ﴿18﴾
التفسير:
هو من أضعف الأشياء،
مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُۥ فَقَدَّرَهُۥ ﴿19﴾
التفسير:
خلقه الله من ماء مهين، ثم قدر خلقه، وسواه بشرا سويا، وأتقن قواه الظاهرة والباطنة.
ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُۥ ﴿20﴾
التفسير:
ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ أي: يسر له الأسباب الدينية والدنيوية، وهداه السبيل، [وبينه] وامتحنه بالأمر والنهي،
ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقْبَرَهُۥ ﴿21﴾
التفسير:
ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ أي: أكرمه بالدفن، ولم يجعله كسائر الحيوانات التي تكون جيفها على وجه الأرض،
ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُۥ ﴿22﴾
التفسير:
ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ أي: بعثه بعد موته للجزاء، فالله هو المنفرد بتدبير الإنسان وتصريفه بهذه التصاريف، لم يشاركه فيه مشارك،
كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُۥ ﴿23﴾
التفسير:
وهو -مع هذا- لا يقوم بما أمره الله، ولم يقض ما فرضه عليه، بل لا يزال مقصرا تحت الطلب.
فَلْيَنظُرِ ٱلْإِنسَٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦٓ ﴿24﴾
التفسير:
ثم أرشده تعالى إلى النظر والتفكر في طعامه، وكيف وصل إليه بعدما تكررت عليه طبقات عديدة، ويسره له فقال: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ
أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبًّۭا ﴿25﴾
التفسير:
[ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا أي: أنزلنا المطر على الأرض بكثرة.
ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلْأَرْضَ شَقًّۭا ﴿26﴾
التفسير:
ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ للنبات شَقًّا
فَأَنۢبَتْنَا فِيهَا حَبًّۭا ﴿27﴾
التفسير:
[ فَأَنْبَتْنَا فِيهَا أصنافا مصنفة من أنواع الأطعمة اللذيذة، والأقوات الشهية حبًّا وهذا شامل لسائر الحبوب على اختلاف أصنافها،
وَعِنَبًۭا وَقَضْبًۭا ﴿28﴾
التفسير:
وَعِنَبًا وَقَضْبًا وهو القت،
وَزَيْتُونًۭا وَنَخْلًۭا ﴿29﴾
التفسير:
وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وخص هذه الأربعة لكثرة فوائدها ومنافعها.
وَحَدَآئِقَ غُلْبًۭا ﴿30﴾
التفسير:
وَحَدَائِقَ غُلْبًا أي: بساتين فيها الأشجار الكثيرة الملتفة،
وَفَٰكِهَةًۭ وَأَبًّۭا ﴿31﴾
التفسير:
وَفَاكِهَةً وَأَبًّا الفاكهة: ما يتفكه فيه الإنسان، من تين وعنب وخوخ ورمان، وغير ذلك.
مَّتَٰعًۭا لَّكُمْ وَلِأَنْعَٰمِكُمْ ﴿32﴾
التفسير:
والأب: ما تأكله البهائم والأنعام، ولهذا قال: مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ التي خلقها الله وسخرها لكم، فمن نظر في هذه النعم أوجب له ذلك شكر ربه، وبذل الجهد في الإنابة إليه، والإقبال على طاعته، والتصديق بأخباره.
فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ ﴿33﴾
التفسير:
أي: إذا جاءت صيحة القيامة، التي تصخ لهولها الأسماع، وتنزعج لها الأفئدة يومئذ، مما يرى الناس من الأهوال وشدة الحاجة لسالف الأعمال.
يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴿34﴾
التفسير:
يَفِرُّ الْمَرْءُ من أعز الناس إليه، وأشفقهم لديه، مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ أي: زوجته وَبَنِيهِ
وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ﴿35﴾
التفسير:
يَفِرُّ الْمَرْءُ من أعز الناس إليه، وأشفقهم لديه، مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ أي: زوجته وَبَنِيهِ
وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ﴿36﴾
التفسير:
يَفِرُّ الْمَرْءُ من أعز الناس إليه، وأشفقهم لديه، مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ أي: زوجته وَبَنِيهِ
لِكُلِّ ٱمْرِئٍۢ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍۢ شَأْنٌۭ يُغْنِيهِ ﴿37﴾
التفسير:
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ أي: قد شغلته نفسه، واهتم لفكاكها، ولم يكن له التفات إلى غيرها، فحينئذ ينقسم الخلق إلى فريقين: سعداء وأشقياء،
وُجُوهٌۭ يَوْمَئِذٍۢ مُّسْفِرَةٌۭ ﴿38﴾
التفسير:
فأما السعداء، فوجوههم [يومئذ] مُسْفِرَةٌ أي: قد ظهر فيها السرور والبهجة، من ما عرفوا من نجاتهم، وفوزهم بالنعيم،
ضَاحِكَةٌۭ مُّسْتَبْشِرَةٌۭ ﴿39﴾
التفسير:
ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ
وَوُجُوهٌۭ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌۭ ﴿40﴾
التفسير:
[ وَوُجُوهٌ الأشقياء يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ
تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴿41﴾
التفسير:
[ تَرْهَقُهَا أي: تغشاها قَتَرَةٌ فهي سوداء مظلمة مدلهمة، قد أيست من كل خير، وعرفت شقاءها وهلاكها.
أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ ﴿42﴾
التفسير:
أُولَئِكَ الذين بهذا الوصف هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ أي: الذين كفروا بنعمة الله وكذبوا بآيات الله، وتجرأوا على محارمه.نسأل الله العفو والعافية إنه جواد كريم [والحمد لله رب العالمين].
-