ما جاء في خلق مقابلة الإساءة بالاحسان في القرآن الكريم
ما جاء في خلق مقابلة الإساءة بالاحسان في القرآن الكريم
2025/05/11
منذ 5 أشهر
Admin
مدير
عضو منذ 2025/03/08
213 مشاهدة
0 رد
0 إعجاب
0 مشاركة
﴿وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ﴾ [الرعد: 22] لا يُحمَدُ على الصبرِ عند اللهِ مَن لم يكن صبرُه في سبيلِه، وابتغاء وجهِه تعالى. مَن صبرَ على مصيبته كانت نعمةً في حقِّه؛ لأن الصبرَ شفاءٌ لنفسه، وزيادةٌ في حسناته، ومَن جزعَ جمعَ مصيبتين: مرارةَ المصيبة، وذهابَ الأجر وحصولَ الإثم. صبرًا على فعلِ العبادات، وعلى بذلِ المالِ في الطاعات، فمَن صبرَ فبعقبى الدارِ ظَفِر. مَن يقابل المسيءَ بالإحسان؛ فيعطي مَن حَرَمه، ويعفو عمَّن ظلمَه، ويَصلُ مَن قَطعَه، فكيف سيعامِلُ مَن أحسنَ إليه؟! |
﴿جَنَّٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَدۡخُلُونَ عَلَيۡهِم مِّن كُلِّ بَابٖ ﴾ [الرعد: 23] ما أسعدَ تلك اللحَظاتِ التي يلتقي فيها الصالحون بأهليهم وذراريهم في جناتِ النعيم! فيجتمعُ الشملُ بعد الغياب، وتمتلئُ خيمةُ الحُبِّ بالأحباب. إنها لدار عظيمة، يزورُ أهلَها بالتهنئة رسلُ المَلِك العزيز سبحانه، فيَأنَسون بهم، ويفخرون بنزولهم عليهم كل مرة. |
﴿ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون: 96] مما يعينك على أن تدفع بالتي هي أحسن علمُك بأن الله تعالى عالمٌ ومطَّلعٌ على عملك، وأنه لا يدع أولياءه نهبة لأعدائه. |
﴿وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا ﴾ [الفرقان: 63] السَّكينةَ السَّكينةَ في عباداتكم، فإن العبد مأمورٌ بالسكينة والوَقار في الأفعال العادية التي هي من جنس الحركة، فكيف الأفعال العبادية؟ ثم كيف بما هو فيها من جنس السكون كالركوع والسجود؟ لا يَسلَم أهلُ العلم والفضل والدين والصلاح من الجاهلين الذين لا ينفكُّون يخاطبونهم بالسوء ويرمونهم بالأذى. جواب المؤمنين بالسلام ليس عن ضعف ولا عجز، ولكن عن ترفُّع وتعزُّز طلبًا للأجر، وصيانةً للوقت والجهد أن يُنفقا فيما لا يليق أن يفعله الرجل الكريم المشغول بالخيرات عن الترَّهات. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴾ [القصص: 54] ما أعظمَ ثوابَ الكتابيِّ حين ينتصر على هواه وبيئته الفاسدة وتقليده لقومه، ثم يُقبل على الإسلام منقادًا محِبًّا! علت نفوسُهم حتى صبرت على الأذى، وتحمَّلت في سبيل التمسُّك بالحقِّ صنوفَ البلوى، فدفعت السيِّئةَ بالحسنى. حين يستعلي المرءُ على شهَوات النفس، ويعتزُّ بقيمةٍ هي أكبر من قيَم الأرض، فإنه يعوِّد بذلك نفسه أن تكون سمحةً بالمال كما كانت سمحة بالإحسان. |
﴿وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ ﴾ [فصلت: 34] مقابلة الإساءة بالإحسان سماحةٌ لا يَبذُلها إلا مَن عرَف ثواب الحسنة وأدرك فضلها، وأن لها أثرًا عميقًا في نفس العدوِّ، يَكبَح جِماحه، ويَسُلُّ الضغينة من قلبه، بل يَقلِبها مودَّة وأُلفة، فنسألك يا الله أن تَهدِيَنا للتي هي أحسنُ في أمورنا كلِّها. |
﴿وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٖ ﴾ [فصلت: 35] مَن التزم العفوَ وآثر السَّماحة أثبت اسمَه في ديوان الصابرين، ونال شرف الحُظوة والاجتباء من ربِّ العالمين. |
الردود (0)
يجب عليك تسجيل الدخول لإضافة رد
مشغل القرآن
لا يوجد سورة محددة
00:00 / 00:00
-
إحصائيات المنتدى
عدد المواضيع في المنتدى
1,424
عدد المشاركات في المنتدى
0
عدد الاعضاء في الموقع
9
المستخدمين المتصلين
0
آخر عضو مسجل
Richard Edward
الأعضاء المتصلون
المجموع: 0 عضو متصل